الأستاذ
عثمــــــان محمد أحمد هاشــــم
1897 – 1981 م
كتب الأستاذ سعد ميخائيل عن عثمان:
هو من أسرة الهاشماب و التي منها اليوم أكبر رجال العلم في السودان و هما الأستاذان الكبيران
الشيخ
الطيب أحمد هاشم مفتى السودان و الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخ علماء السودان.
يضيف الأستاذ سعد
ميخائيل مترجماً له في كتابه شعراء السودان:
و لد عثمان محمد أحمد هاشم في مدينة بربر في شمال السودان فى أواخر 1897 م ولما أن بلغ ألثامنة من العمر التحق بكتاب قريب من منزله فى بربر و قبل أن يتم حفظ القرآن الكريم أخرج منه وهو آسف على ذلك ثم التحق بمدرسه بربر ألأبتدائيه و بعد أن مكث فيها ثلاث سنين انتقل إلى كليه غردون فأتم فيها التعليم ألأبتدائى ثم رغب في الاِستخدام بالحكومة في أوائل سنه
1915 لأسباب شخصيه فكان له ما أراد.
قرأ كثيراً في كتب ألأدب و الشعر و كان ولعاً بقراءة دوواين الشعراء أمثال مسلم بن الوليد و عباس بن ألأخنف و البحتري ومن شابههم.عالج النظم وهو صبى غير أنه لم يحفل بجمع ما قاله في ذلك الحين. وهو ألآن في الخامسة و العشرين ( طبع كتاب سعد ميخائيل سنة 1923م ) يجيد في كل موضوع يطرقه، سلس ألأسلوب متين القافية، جواد القريحة، وأن ما نشرناه له يشهد بحق أنه شاعر رقيق يعرف كيف يحرك العواطف كما تحركها رنه العيدان فهو بجملته شاعر مجيد وهو أحد أقمار البيان في السودان. قال تحيه لعيد الميلاد النبوي
بجلال ذكرك تفخر الأعوام و بحسن يومك تزدهى الأيام
ياليه الميلاد حسبك مفخراً نور عليه من النبى تمـــام
ضاءت به الدنيا وأزهر نورها بالمسلمين و أشرق ألأســـلام
شرفاً بأحمد خير من وطأ الثرى وله على السبع الطباق مقــام
وقال محجوب عمر باشرى في كتابه ( رواد الفكر السوداني ):
هناك بيوت عريقة في السودان اشتهرت بالعلم و الدين وقد شهد لها بذلك الأولون و الآخرون في تاريخ الفكر السوداني، و ألأستاذ عثمان هاشم هو أبن القاضي محمد أحمد هاشم بن الشيخ أحمد هاشم قاضى الخرطوم و بربر، فقد كان والده ينظم الشعر وله مخطوط اسمها "خزانه ألآداب" وقد نظم القاضي محمد أحمد هاشم نسب ألأسرة في أرجوزة.
نشأ عثمان هاشم ابن قاض وحفيد قاضى وعمه قاضى. ودرس بمدرسه بربر الوسطي و اِشتهر بجمال خطه في الثلث، فسمي بين أقرانه (عثان الثلث) عمل فترة في حكومة السودان و لكنه اِشترك في ثورة 1924م واختار بعد ذلك أن يعمل بمصر، عمل في وزارة الري في القاهرة ولكنه كان يعود إلى السودان في أجازته السنوية وجذب اِبنيه معه في مصر فكان أِبنه الأكبر صلاح مغرما بالتاريخ فدرسه في جامعه فؤاد و تخصص في تاريخ ألشرق ألأقصى و ترجم كتاب (كراتشوفسكى) عن الأدب الجغرافي عند العرب من الروسية و عمل بعد فترة سفيراً في وزارة الخارجية أما ابنه الثاني فقد درس العلوم ألعسكريه و أصبح فريقاً في الجيش السوداني وأما ابنه محي الدين فقد درس ألاقتصاد في جامعه الخرطوم ولكن صادفته رصاصه طائشة في يونيو 1976م فتوفى في ميعه الشباب. وله ابنه خالد ألآن في السودان. سما عثمان هاشم بأسرته كما سما بشعره فقد نظم قصه ( تاجوج ) فأبدع في نظمه. إن عثمان هاشم من الجيل الثاني من شعراء السودان فجيله هو جيل ( أحمد محمد صالح، و مكاوي يعقوب، و عبد الرحمن شوقي، و توفيق صالح جبريل و شفيق مينا و عبد المجيد وصفى و غيرهم).
طبع له ابنه محمد عثمان هاشم ديوانه الأول ( أوشحه ألأغاني ) بمصر عام
(2002م ) و قال في مقدمته:
( مضى على هذه القصائد ما يقرب من نصف قرن أو يزيد كما أن بعضها حديث العهد و لعل في القديم ما هو أجود من الحديث و قد نشر الكثير من هذه القصائد بصحف و مجلات مصريه و سودانية و قد عجزت عن الحصول على الكثير من هذه القصائد لأني تركتها بالسودان قبل مغادرتي البلاد لمصر قبيل حوادث
1924
لما عدت بعد غياب ( 40 عاماً ) لم أعثر على هذة القصائد ول على مكتبه ضخمه تركتها خلفي فقد تقاسمها الأخوان و ألأصدقاء
ثم قدمه ألأستاذ محمود الفضلى أيضاً فقال:
يتحدث عثمان هاشم عن نفسه فيقول ولد بمدينه بربر و في السابعة أدخل كتاب الشيخ (نور الهدى) الرجل الصالح الذي يتبرك به وله مزارع بمدينه بربر وفى التاسعة أدخل مدرسه بربر ألأبتدائيه و بعد وفاة والده ( 1910م ) و كان قاضياً شرعياً لمدينه الخرطوم نقل إلى كليه غردون و سكن ببرى المحس و عكف على الاِطلاع في كتب الأدب و الدين و التاريخ التي كانت تعمر بها مكتبة أبيه و في الكلية التقى ( محمد نجيب ) الذي أصبح رئيساً لجمهورية مصر العربية وامتدت صلاته به عند ما نزح كلاهما لمصر و عند تخرجه عمل بالبريد و البرق فالتقى بالزمرة المناضلة في هذا المرفق و التي كانت تتزعم الكفاح الوطني من أمثال عبيد حاج ألأمين، و صالح عبد القادر و خليل فرح و بابكر قباني. هذه سطور عجلي عن الشاعر عثمان محمد هاشم الذي ملك ناصية البيان و الديوان بين يديك.
وقد ذكره أيضاً الأستاذ سعد ميخائيل مرة أخرى فى كتابه
( سمير ألأدباء ) قائلاً:
هو أحد أقمار البيان في السودان، أنجبه بيت دين و علم و أدب و لا عجب فهو فرع من فروع أسرة الهاشماب التي يفخر السودان بشيوخها الثقاة ألأعلام. كان ولا زال ممن يجاهرون بوطنيتهم و ينادون بحقوق بلادهم و قد اضطرته هذه الظروف إلى مغادرة السودان فهو يعيش اليوم في مصر موظفاً في حكومتها. فإذا خلا من مهام وظيفته ذكر السودان و تغنى به و حن إليه حتى أبكاك فاسمع ما يقول:
قلب ثوى بين الجوانح حانى تهتاجه الذكرى إلى ألأوطان
يهوى الشمال لإجلكم فإذا بدت ريح الجنوب يحن للسودان
وطنى ذكرت به الطفوله و الصبى أختال بين عنايه و حنان
و ليالياً ما كنت أعرف فجـــــرها من دجنها إلا من ألاذان
قضيتها طرباً ببرى تارة و أعدتها أخرى بأم درمان
و خطرت ما بين الصبابه و التقى فعجبت كيف تآلف الضدان
يا راكب ألالآت يخترق الفلا من ذات أجنحه و ذات دخان
إن جزت وادى النيل مجتازاً به بان النقا ووقفت فيه ثوانى
و بدت لك الخرطوم فى وأد الضحى تختال بين نخيلها المتدانى
فاذهب وقف بالملتقى لترى به عيناك كيف تعانق النهران
وقال متغزلاً:
هل درى من نحب أن قلوباً ملؤها الشوق أوشكت أن تذوبا
و جفونا أضرها السهد حتى كاد إنسان عينها أن يغيبا
و جراحا من أكبد داميات أعجزت فى شفائهن الطبيبا
و أنيناً يتلو الحنين وآهات تحش الحشا و تذكى اللهيبا
أى شىء يرضيك عنا فإنا ما شقينا إلا لنرضى الحبيبا
|